أشرف وزير السياحة والصناعة التقليدية بالجزائر ، مختار ديدوش، يوم الثلاثاء، رسميا على إطلاق الجائزة الثانية الموجهة للشباب من المقاولين وحاملي الأفكار والمشاريع المبتكرة في المجال السياحي.

و تندرج جائزة “فكرة في سياحة” في إطار الشراكة بين وزارة السياحة وبعثة الاتحاد الأوروبي في برنامج “جيل سياحة”, وخصصت لفائدة الشباب من المقاولين وحاملي الافكار والمشاريع في المجال السياحي من الذين تتراوح اعمارهم ما بين 18 و35 سنة عبر 58 ولاية.

و في هذا الصدد أكد وزير السياحة على “اهمية” اطلاق هذه الجائزة لمكافئة الشباب من حاملي الافكار الابداعية واحسن المشاريع السياحية لاسيما في السياحة الايكولوجية والصناعة التقليدية والفنية وكذا في مجال تثمين التراث الثقافي وغيرها.

و عبر السيد ديدوش عن أمله في ان تساهم المشاريع التي سيفوز اصحابها, في الترويج للوجهة السياحية الجزائرية بمختلف مناطق الوطن وتعطي نفسا جديدا للسفر الى الجزائر.

كما ذكر أن اخر اجل لتقديم مشاريع المشاركة في هذه الجائزة قد حدد في 25 يوليو المقبل, داعيا الشباب من كل انحاء الوطن إلى المساهمة بقوة من اجل خدمة السياحة الجزائرية والترويج لها والمساهمة في خلق الثروة الاقتصادية المحلية.

من جهته اكد رئيس البعثة الاوروبية بالجزائر, توماس ايكر, ان هذه الجائزة الطموحة تهدف اساسا الى اشراك الشباب من حاملي المشاريع المبتكرة إلى اعطاء دفع قوي للوجهة الجزائرية من خلال التعريف بكل المقاصد السياحية الموجودة.

و يرتكز برنامج “جيل سياحة” على اربعة محاور اساسية : تحسين الحوكمة السياحية المحلية وتجنيد الشباب ليصبحوا فاعلين في التنمية السياحية المحلية وتخصيص دورات تكوينية تتماشى وطلبات الزبائن الى جانب خلق نشاطات سياحية تتماشى وخصوصية الولايات.

مراسل وينك من الجزائر

ي بالنسبة لي تعني كل شيء، وليست مجرد أرض خصبة خلابة نشأ فيها والداي، بل هي جنة من جنات الدنيا أصفها، كما يروق لي كثيراً بـ”مالاديف عُمان”، هي قريتي ووطني وبلدي الحبيبة (حيل الغاف) واحدة من أجمل قرى ولاية قريات الجميلة..

حين تزورها، ستراها ساحرة في مدخلها، كأنك ترى لوحة جمالية من إبداع الخالق، نقية في ساكنيها، يكسوها السلام والهدوء، تشعرني بالسكينة لمجرد أن أذكر أسمها..
حيل الغاف منطقة سكنية تقع في ولاية قريات الجميلة التابعة لمحافظة مسقط في وطننا الحبيب عُمان.. تشتهر “حيل الغاف” بعدد من المحاصيل الموسمية، مثل المانجو الذي تثمر به مروجها التي تراها العيون كأنها الواحة الخضراء التي تشرح صدر كل من يتوجه إليها، وتحتضن زوارها بكل حب وسخاء..
في حيل الغاف، تتعدد مسميات ثمار المانجو، ويعد أشهرها (الخوخ ـ الزنجبارية ـ الباب ـ الحلقوم ـ الحراء ـ الوغلة ـ الدبوس ـ الكافور ـ الفلفل ـ الخيول ـ هلال).
في حيل الغاف تنتشر أيضاً زراعة الموز والنخيل والفافاي والليمون، حيث تستقي مياه فلج القرية الذي يغذيه واحد من أشهر أودية السلطنة (وادي ضيقة) الذي ينحدر من قمم الجبال الشاهقة بولاية دماء والطائيين ويعد واحداً من أغزر أودية السلطنة..
ويوجد بها قلعة شامخة من أشهر القلاع بالولاية، تتميز بتصميمها الفريد، وهي مشيدة بالحجارة وجدرانها مبنية من الجص، ولهذه القلعة تاريخ حافل وتمتاز بإبداعات هندسيّة وعمرانيّة رصينة..

وفي هذه القرية الرائعة تمتد قصص التاريخ عبر حارات مختلفة الأسماء كثيرة الذكريات الرائعة مثل (القطيف – الحارة- السليل – البحرين – الشريعة- أبوظبي – المنطولة – الجبل والأولية وغيرها من الحارات)..
وذكرها الشيخ الجليل محمد بن شامس البطاشي المتوفى (1420هـ- 2000م ) في كتبه عندما قال أن أول من عمرها هو السيد خلفان بن حمد البوسعيدي سنه 1230 هجري، حين بدأ بشق الفلج بهذه المنطقة، ثم أخذ يعمرها شيئا فشيئا..

وقد سميت “حيل الغاف” بهذا الاسم كما ذكر في كتاب” موسوعة أرض عمان ” المتخصص في اسماء البلدان والقرى العمانية، بأن اسم قـرية “حيل الغاف” تتكون من شقين هما (حيل) و(الغاف)، والحيل هو: الماء المستنقع المتبقي بطن وادي، جمعها أحيال وحيول، أما الغاف: فهو نبات مخشوشب وهو ذو فروع وبه أزهار قصيرة العنق، له وريقات صغيرة كثيرة الشوك أوراقه مركبة ريشية.. وسميت قرية حيل الغاف بهذا الاسم نظرا لكثرة شجر الغاف بها قديماً ..

وتتميز ” حيل الغاف ” بتضاريسها المميزة وموقعها الجغرافي الفريد وانشطتها الاقتصادية والسياحية.. وتغنى بها الشعراء في وصف جمالها وكأنها عروس عُمان توسطت ارجاء المكان..

* همسة: حيل الغاف حب تربع في أعماقي ولي فيها من الذكريات الجميلة البسيطة الطفولية الكثير والكثير والكثير، والتي ستبقى خالدة في نفسي..
ولا يسعني إلا أن أقول: إنه يكفي لكي تكون لهذه القرية تلك المكانة المقدسة في قلبي أنها تضم رفات أغلى خلاني (يرحمهم الله)، وفوق ترابها حفظت أجمل ذكرياتي..

د.محفوظة بنت راشد بن سعيد المشيقرية
أستاذ مساعد واستشارية بمركز الإرشاد الطلابي بجامعة نزوى
بنت حيل الغاف